اللواء عبد الحميد خيرت يكتب:عودة الروح للداخلية(27)

اللواء عبد الحميد خيرت-المصريين بجد

كان من الأهمية ونحن نتحدث عن فترة حكم الرئيس محمد مرسى ، أن نتناول أهم التنظيمات المتطرفة التى ولدت فى مصر بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ ، والتى كانت تمثل الذراع الأيمن لمؤسسة الرئاسة ، حيث أعتمدت عليها فى جميع الفاعليات والعمليات التى من شأنها أرهاب الناس . والتى أمتدت عملياتها الأرهابية الى ما بعد سقوط حكم المرشد ، وحتى وقتنا هذا ، الا وهى ” حركة حازمون ” .
كانت ” حركة حازمون ” اول جناح عسكرى لحركة أسلامية سلفية ، تقوم على شخص واحد ، تحول من الحالة الأخوانية الى السلفية ، ثم كون جماعتة الخاصة لتحمل اسم ” حازمون ” تعبر عن فكر شخص واحد هو حازم صلاح ابو أسماعيل .
تعود البديات الأولى للحركة ، فى عهد المجلس العسكرى ، عقب أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ ، حيث شارك العديد من عناصرها فى فاعليات العنف عقب ما أطلق عليها ثورة ٢٥ يناير ، من خلال تلاقى عدد من الشباب على فكرة تبنى المطالب الثورية من وجهة نظر أسلامية ، بعيداً عن الأنضواء تحت لواء أي من الكيانات القائمة ، سواء كانت جماعة الأخوان المسلمين ، او الدعوة السلفية بالأسكندرية .
نمت الفكرة خلال فترة ترشح حازم ابو أسماعيل للرئاسة ، من خلال حملة ” لازم حازم ” ، التى ساندت ترشحة ، وحتى بعد أستبعادة على يد اللجنة العليا للأنتخابات . كانت البداية الفعلية لهم فى ١ مايو ٢٠١٢ عندما دعوا الى أعتصام مفتوح فى ميدان التحرير ، لمليونية أطلقوا عليها مليونية إنقاذ الثورة ، وأطلقوا على أنفسهم ” حازمون الحركة الأسلامية الثورية ” ، ومع نهاية التظاهرة بدأ العديد منهم بالتوجة وبشكل مسيرات الى وزارة الدفاع المصرية بميدان العباسية بالقاهرة ، مقررين الأعتصام حتى تحقيق مطالبهم والتى تمثلت ( وهذه نقطة هامة جداً ) بتعديل المادة ٢٨ من الأعلان الدستورى الخاص بعدم قابلية الطعن فى قرارات اللجنة العليا للأنتخابات الرئاسية ، وسرعان ما حدثت أشتبكات دامية فى ٢ مايو ٢٠١٢ فى منطقة العباسية ، بين تلك المجموعات الأرهابية والقوات المسلحة ، عندما حاولوا أقتحام مقر وزارة الدفاع ، وانتهت الأشتباكات بدرس قاسى من القوات المسلحة لأنصار ابو أسماعيل ، حيث كانوا يهرولون جرياً من العباسية الى التحرير دون توقف . وقامت القوات المسلحة بفض الأعتصام وأخلاء الميدان ، وفرض حظر تجوال ليلى عند ميدان العباسية والمنطقه المحيطة به ، أستمر لمده ثلاث أيام .
كانت حركة حازمون تعتبر نفسها ثمرة من ثمار العمل الإسلامي ، وأن حازم ابو أسماعيل هو رجل المرحلة ، وأن الحكام والحكومات الموجوده بالبلاد غير شرعية ، وبدأت فى وضع هيكل تنظيمى لها مشكل من قائد للحركة ( يتم أختيارة مؤقتاً من الإعضاء المؤسسين ) ، ومكتب تنفيذى للحركة ، وقادة الأجنحة وهم اربعه :
*الجناح الثورى .. * الجناح الإعلامى .. * الجناح التربوى .. * الجناح النسائى .
منذ تأسيس الحركة رسمياً فى ٤ ديسمبر ٢٠١٢ وهى لا تكف عن الأعمال الأرهابية ضد المجتمع المصرى ، وهو ما دفع عناصرها بعد سقوط حكم المرشد ، من الأنضمام الى الجماعات والتنظيمات الأرهابية على الساحة مثل أجناد مصر وأنصار بيت المقدس . وكانت اهم مواقفها الإرهابية :
# الدعوة فى ٦ ديسمبر ٢٠١٢ لحصار مدينة الأنتاج الأعلامى .
# الدعوة فى ٢٠ ديسمبر ٢٠١٢ لدخول مدينة الأسكندرية للمشاركة فى مليونية الدفاع عن العلماء والمساجد .
# أقتحام مقر حزب الوفد الكائن بحى الدقى فى ١٥ديسمبر ٢٠١٢ ، وتحطيم أبواب المبنى ، و جزء من محتوياتة ، وحرق أجزاء من مقر الحزب .
# فى ١٧ ديسمبر ٢٠١٢ هاجم مجموعة من أنصار حازمون ، المواطنيين على مقاهى وسط البلد ، منها مقهى البورصة .
# حصار المحكمة الدستورية العليا، ومنع مستشارى المحكمة من الحضور الى مقر المحكمة .
# فى ٤ سبتمبر ٢٠١٢ أعلنت الحركة رسمياً دعوتها للجهاد فى سوريا ، بل ذكرت أن أعضاء منها وهم مصطفى ممدوح فودا ، ومحمد أكرم ، كانا من اوائل الشهداء الذين لبوا الدعوة .
# فى اكتوبر ٢٠١٢ دشنت الحركة حملة ” الأنصار ” لمناصرة الثورة السورية ضد نظام بشار الاسد من خلال توفير مساكن مفروشة للاجئين السوريين بالقاهرة .
# فى ١٧ ديسمبر ٢٠١٢ هاجم عدد من حركة حازمون ضريح سلطان ابو العلا ببولاق ابو العلا ، وحاولوا محاصرتة وهدمة ، لمعارضتهم للفكر الصوفى وأتهامهم بالكفر والألحاد .لولا تدخل الأهلى بالمنطقة .
# مساندة وتدعيم الضباط والأفراد الملتحيين
# أتهمت الحركة حزب النور بأنة معادى للثورة ، وأنه يقدم النموذج الأسواء لما يجب أن يكون علية من يطالب بالشريعة ، وتضليل الناس بالشعارات دون مضمون حقيقى .
# الأعتصام فى ميدان تمثال نهضة مصر أمام جامعة القاهرة عقب عزل محمد مرسى .
عقب القبض على حازم صلاح ابو أسماعيل ، تفككت الحركه ، وتوزع أعضائها على تيارات أرهابية تشترك جميعها فى الأعمال الأرهابية التى تشهدها البلاد منذ سقوط حكم المرشد وحتى وقتنا هذا .
كل هذا حدث على مرأى ومسمع وتنسيق وتدعيم من الرئيس مرسى ومكتب الأرشاد لحازم صلاح ابو اسماعيل وحركتة التى أوسست بمباركة تنظيم الأخوان . هكذا كان الوضع الذى تعيش فيه البلاد فى أسوء فترة فى تاريخ مصر .
للحديث بقية انتظرونى