اللواء عبد الحميد خيرت يكتب:عودة الروح للداخلية (18)
اللواء عبد الحميد خيرت-المصريين بجد
أتسم موقف قوى الأسلام السياسى ، وبناء على تنسيق مع مكتب الأرشاد ، ومؤسسة الرئاسة ، بالحكمة أمام الرأى العام الداخلى والخارجى ، والأبتعاد عن المشهد بعدم الظهور او الحشد او أبراز القوة او نزول الشارع ، فى اى صورة من الصور للأبتعاد عن الصدام حتى لا تتكرر مشاهد حصار المحكمة الدستورية العليا ومدينة الأنتاج الأعلامى وغيرها مرة أخرى ، ولوضع قوى المعارضة أمام مسئوليتها ، فى حالة تطور الأمور ، وخروجها عن نطاق السيطرة ، والأنتظار والأستعداد لأى تحرك اذا تطلب الأمر منها ذلك .
قام حزب النور السلفى ” الذراع السياسى للدعوة السلفية ” بأطلاق مبادرة دعا فيها الى أدانة العنف وتشكيل حكومة ائتلاف وطنى ، وأقالة النائب العام .
أحدثت تلك المبادرة العديد من ردود الأفعال المتباينة ، بين مؤيد ومعارض فى محيط قوى الأسلام السياسى . فبصرف النظر عن تأييد جبهة الأنقاذ الوطنى ، وجميع القوى الليبرالية لها والمطالبة بالعمل على تفعيلها ، فأن قوى الأسلام السياسى كان لها موقف أخر . فيرى البعض منهم بأنها تؤدى الى أحداث شرخ فى الصف الأسلامى وداخل حزب النور ذاتة ، وأخر يرى أنها مراهقة سياسية من حزب النور ، وثالث يرى أنها مطلوبة وتوقيتها مناسب ، خاصة حينما تصدر من تيار ذو مرجعية أسلامية ، يهدف حقن الدماء ، ووقف العنف والتخريب ، وجر البلاد الى فتنة كبيرة .
وكان أنصار قوى الأسلام السياسى ، يرون أن ما يحدث ماهو الا صراع بين المشروع الأسلامى والمشروع العلمانى ، وأنهم لن يسمحوا لأعداء الأسلام من أسقاط رئيس له مرجعية دينية وصل الى سدة الحكم بأرادة شعبية .
فى ظل الموقف المشتعل على الساحة ، بين كافة الأطراف ، والذى ينذر بكارثة ، وسقوط الدولة فى نفق الحرب الأهلية ، نفاجئ بعصام العريان ، وحلمى الجزار ، والعديد من قيادات الأخوان يخرجون على شاشات التلفاز ، وفى القناوات الخاصة بهم ، يرددون ” إن ما يحدث أمر طبيعى فى كل الثورات ، فمصر فى حالة مخاض ولادة ، وسوف تعافى منه ، وتبدأ مرحلة جديدة ، لتحقيق أهداف الثورة ، عيش _ حرية _ عدالة أجتماعية ” .
نفس حديث كونداليزا رايز فى تبرير فشلها فى تحقيق الديمقراطية فى العراق حين تحدثت بعبارات ” مخاض ولادة شرق أوسط جديد ” او ” مهما فعلنا علينا أن نكون على يقين بأننا ندفع قدماً بأتجاة شرق أوسط جديد ، وأننا لن نعود الى الشرق الأوسط القديم ” ( الوشنطن بوست فى ٢١ يوليو ٢٠٠٦ ) . وما علينا الا أن نرفع كلمة الشرق الأوسط ونضع بدلاً منها كلمة مصر .
لقد كانت مؤسسة الرئاسة ومكتب الأرشاد بتوجيهات المرشد ، ينفذون اليات نظرية الفوضى الخلاقة التى نوهت عنها كونداليزا رايز منذ عام ٢٠٠٥ ، لهدم الدولة وأعادة بنائها من جديد ، كما حدث فى العراق “من وجهة نظر كونداليزا ” .وهو ما سيتضح فى الحلقة القادمة .
والحديث بقية أنتظرونى