اللواء عبد الحميد خيرت يكتب:عودة الروح للداخلية (21)
اللواء عبد الحميد خيرت -المصريين بجد
تولدت قناعة لدى شباب الضباط من الرتب الصغيرة والمتوسطة ، أن وزارة الداخلية تتبنى سياسة ستؤدى حتماً الى الصدام مع الشعب ، وانها تحولت الى عصا فى يد مكتب الأرشاد ، وتحول دورهم كضباط من حماية الوطن وتأمين جبهتة الداخلية ، الى حماية وتأمين مقرات حزب الحرية والعدالة ، ومقر مكتب الأرشاد فى المقطم .
لقد أقسم الضباط عند تخرجهم من كلية الشرطة على حماية الوطن ورعاية مصالح مواطنية ، ولم يقسموا على حماية جماعة الأخوان والموت والأستشهاد فى سبيل الدفاع عن مقراتها .
كان السؤال عند جموع شباب الضباط ، لماذا الأصرار من الجماهير الغاضبة على حرق مقرات حزب الحرية والعدالة ؟ و ماذا يعنى الأصرار على حرق مقر مكتب الأرشاد فى المقطم ؟ .
لقد سبق وأن قامت جماعة الأخوان بحرق مقرات الحزب الوطنى الديمقراطى بعد أحداث ٢٥ يناير ، وأعلن الرئيس مرسى فى ذلك الوقت ، أن الشعب حينما قام بحرق مقرات الحزب الوطنى ، بعث برسالة الى العالم بأنه تخلص من أحد رموز الفساد والظلم والأستبداد المجسد فى هذا المبنى ، انها شرعية الشارع والميدان التى دفعت الجماهير الى ذلك . لقد أرسى قواعد وقوانيين للفوضى ، وبنفس القوانيين رأت الجماهير الغاضبة ، أن مقرات حزب الحرية والعدالة هى رمز للأستبداد والقهر والظلم ولابد من حرقها ، كرسالة للرئيس وداعمية فى الداخل والخارج . وكان الأصرار على حرق مقر مكتب الأرشاد بالمقطم ، يعنى “حرق الرمز ” الذى يحكم ويدير شئون البلاد ، فقد كان مصاحب لهجوم الجماهير على مقر المقطم شعار يسقط .. يسقط .. حكم المرشد .
كان الرئيس ومكتب الأرشاد يدفع بوزارة الداخلية الى التصدى لمواجهة الغضبة الجماهيرية وحماية مؤسسات الدولة ، فقد كان الرئيس يعتبر مقر المقطم من اهم مؤسسات الدولة .
لكن شباب الضباط كان لهم رأى أخر، فقد أمتنعوا عن تأمين مقرات حزب الحرية والعدالة ومقر مكتب الأرشاد بالمقطم ، وأبلغوا قيادات الوزارة بهذا ، وأعتبروا من يقوم بذلك هو خائن للوطن والقسم ، وأنهم لن يسمحوا به . أن حزب الحرية والعدالة شأنة شأن كل الأحزاب الموجودة على الساحة ، وعلى أعضاءه وكوادره حماية مقراتة ، وأن مقر المقطم ليس قصر الأتحادية لكى يتم حمايتة . وكان لشباب الضباط ما أرادوا .
منذ تلك اللحظه تغيرت أستراتيجية وزارة الداخلية ، ودخلت الى حضن الشعب ، وأصبح الشعب والشرطه أيد واحدة ، وكان الفضل فى ذلك يرجع الى وعى ووطنية شباب ضباط الشرطه ، الذين مازالوا يعطون أرواحهم للوطن والقسم الذى أقسموه عند تخرجهم من كلية الرجال والشهداء .
وللحديث بقية أنتظرونى