المصريين بجد
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الإثنين، أن الشعب المصري يسعى لتغيير واقعه منذ سنوات قليلة ماضية وعبر إجراءات اقتصادية قاسية إلا أنه تقبلها رغم صعوبتها إدراكا منه بأهمية تحمل تكاليف الاستقرار سواء تلك الخاصة بعملية الإصلاح الاقتصادي أو المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وشدد السيسي، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، على عدم وجود تمييز بين المصريين على أساس ديني، قائلا: «حق كافة المصريين التمتع بالأمن والحرية ولا نستحق الشكر على ذلك، فنحن مسئولون عن كل المصريين ولا نميز أو نقبل بالتمييز بينهم».
وفيما يلي نص الكلمة :
«السيد/ فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر، أود في البداية أن أتقدم إليكم وإلى الشعب المجري بجزيل الشكر على حسن الاستقبال والحفاوة التي لقيناها منذ وصولنا إلى بلدكم الصديق».
وأضاف: «السادة الحضور، أود أن أؤكد أن القيادة المصرية لا تحارب الإرهاب بمفردها ولكن الشعب المصري بأكمله بعمقه الحضاري والثقافي هو الذي يتصدى لتلك التنظيمات المتطرفة لأنها تتنافى مع معتقداته ومبادئه..والسبب الرئيسي للنجاح في تلك المهمة هو وقوف الشعب المصري صفاً واحداً في هذه المواجهة، كما أؤكد أن الشعب المصري يسعى لتغيير واقعه منذ سنوات قليلة ماضية، وعبر إجراءات اقتصادية قاسية، إلا أنه تقبلها رغم صعوبتها إدراكاً منه بأهمية تحمل تكاليف الاستقرار، سواء تلك الخاصة بعملية الإصلاح الاقتصادي أو المتعلقة بمكافحة الإرهاب».
وتابع :«كما أود أن أشدد على عدم وجود تمييز بين المصريين على أساس ديني، فحق كافة المصريين التمتع بالأمن والحرية، ولا نستحق الشكر على ذلك، فنحن مسئولون عن كل المصريين ولا نميز أو نقبل بالتمييز بينهم».
وتابع :«السيدات والسادة، إن العلاقات بين مصر والمجر علاقات تاريخية وممتدة حيث نحتفل العام المُقبل بمرور 90 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وطالما كانت العلاقات السياسية بينهما راسخة وقوية توفر أساساً متيناً للارتقاء بمُجمل العلاقات الثنائية التي شهدت تطورات إيجابية خلال السنوات الأخيرة..وإني لعلى ثقة في أن التنسيق والتشاور المستمرين مع السيد فيكتور أوربان من شأنهما دفع الشراكة القائمة بين البلدين إلى آفاق أرحب لما فيه صالح دولتينا وشعبينا الصديقين».
وقال السيسي، «لقد تناولت مع أوربان في مباحثاتنا اليوم سبل تعزيز العلاقات الثنائية خاصة في المجال الاقتصادي، حيث نحضر معاً مساء اليوم اجتماع منتدى الأعمال المصري المجري، الذي يتيح الفرصة لبحث سبل زيادة الاستثمارات المتبادلة وتنشيط التبادل التجاري بين مجتمعي الأعمال في البلدين، كما ناقشنا بعض القضايا الإقليمية والدولية التي تحظى باهتمامنا المشترك، وذلك استمراراً لما تناولته مباحثاتنا خلال لقاءاتنا في العامين الماضيين، حيث لمست حرصا متبادلاً على استمرار وتفعيل التنسيق بين البلدين أخذاً في الاعتبار المكانة الهامة التي تحتلها المجر والدور البارز الذي تقوم به داخل الاتحاد الأوروبي».
وأوضح: أنه «فى هذا الإطار أود الإعراب عن تقديرنا للموقف المتوازن للمجر إزاء التطورات في مصر، وأملنا في أن ينعكس ذلك على مواقف الاتحاد الأوروبي بما يُحقق فهماً أكبر لحقيقة التحديات الاقتصادية والتنموية في مصر».
السيدات والسادة، لقد ناقشت اليوم مع رئيس الوزراء سبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة ظاهرة الإرهاب المتنامية، وأكدنا أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لها كما عرضت الرؤية المصرية بشأن استراتيجية مكافحة الإرهاب الذي بات يهدد كل دول العالم بما في ذلك ضرورة التعامل مع كل الجهات والدول الداعمة والمساندة للإرهاب والمنظمات الإرهابية.
وواصل: «تطرقنا كذلك إلى أزمة اللاجئين وأساليب التعامل معها بما يضع حداً لمعاناة الأبرياء الذين يتعرضون للتشريد جراء الحروب في منطقة الشرق الأوسط، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في هذا الإطار، وأوضحت للسيد أوربان العبء الذي يقع على كاهل مصر في هذا الملف سواء فيما يتعلق بتأمين حدودنا البحرية أو بمساعينا لتأمين حياة كريمة لمن اضطرتهم الأوضاع في المنطقة إلى القدوم إلى مصر والاستقرار بها».
وأردف:«اتصالاً بذلك فقد تبادلنا الرؤى حول آخر التطورات في المنطقة خاصة الأزمات في سوريا وليبيا والمساعي القائمة لإيجاد حلول سلمية لها.. واتفقنا على ضرورة بذل المجتمع الدولي لمزيد من الجهود لوضع حد لتلك الصراعات..كما تم التشاور حول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة استناداً إلى القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة بما يضمن تحقيق حل الدولتين».
واختتم قائلا: «وأخيراً، فإنني أؤكد مرة أخرى على علاقات الصداقة الخاصة التي تربط بين الحكومتين والشعبين في مصر والمجر وعلى أهمية مواصلة الحوار والتشاور بين البلدين على كافة المستويات من أجل تعزيز التعاون الثنائي لمواجهة التحديات المشتركة، ولا شك أن الحفاظ على دورية انعقاد الاجتماعات بيننا من شأنه المساهمة في تحقيق ما نطمح إليه من ارتقاء في علاقاتنا وتوفير آلية متابعة لما يتم الاتفاق عليه من مجالات تعاون تحقق مصالح الشعبين الصديقين».
كل التحية والتقدير لرئيس الوزراء والشعب المجري الصديق، أنني أكن لفخامته تقديرا كبيرا واحتراما على المستوى الشخصي.. إن الشعب المجرى محظوظ بفخامة رئيس الوزراء.