مقالات

احمد الجويلي يكتب:الي اين تذهب بنا سفينة الوطن!؟

المصريين بجد-احمد الجويلي

كنت أفكر كثيرا وأتساءل حول اهم الأوقات التي نكون فيها صادقين مع أنفسنا فوجدت ان اشد لحظات الصدق هي حينما نستيقظ يوميا وننظر الي المرأة لنري وجهنا الحقيقي دون تزييف او خداع، وبعد ان نتقبل الحقيقة التي نراها امام اعيننا حينها نبدأ في وضع مستحضرات التجميل والتزييف العديدة، حتى يتقبلنا الجمهور الذي نتعامل معه في حياتنا اليومية او حتى ينبهر فيصبح طوعاً دون أي وعي منا بمدي تأثير تلك الحقائق على الاخر!

مقالات ذات صلة
ولكن ولد من هذا التساؤل تساؤلاً أكبر وهو هل بهذا المنطق يستطيع الانسان بناء نفسه؟ او حتى ان يجد مع نفسه اليقين! وجدت ان الإجابة قطعاً هي لا…
وإذا طبقنا هذا المثال علي الوضع الحالي التي يمر به جميع ركاب سفينة الوطن التي وعلى مدار حوالي عشر سنوات لا تعرف الي اين تتجه اهل الي المجد طريقاً ام الي الهاوية زحفاً! وإذا كنا نريد فعليا ان نحدد طريقنا علينا أولا ان نجاوب على السؤال الوجودي هل نحن صادقين مع أنفسنا!؟
لا اتحدث هنا عن مستحضرات التجميل مع الناس وتجاوبهم الاجتماعي بل أتكلم عن الشخص وصدقه مع نفسه هل حينما نعبر عن الحب العميق الذي نكنه للسفينة الام يكون شيفونية ام هو نفاق وهل اعتراضاتنا الهدف منها التقويم ام التدمير؟
وانا الان دعوني اضع المرأة امام نفسي اولاً ومن ثم امامكم اما القرار فلا املكه وحدي بل تملكونه جميعا معاً فنحن جميعا ركاب في سفينة منا الربان ومنا الملاحظين ومنا الركاب وإذا صح المثل حول السفينة فنحن كمثل الحديث الشريف الذي مفاده:
“انه قوم استقلوا سفينة فاستقل بعضها اعلاها واستقل بعضها اسفلها فكان الذين في اسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالو: لو انا خرقنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وان اخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعاً”
ثم اننا لن ننجو الا جميعا فليس بوسع أحد ان ينجو وحده او ان يغرق وحده ولكن لن يحدث الا بلحظة صدق ثم اختيار حر، فنحن وفي هذه المرحلة الأخطر من عمر الوطن يجب علينا ان ننتبه فلا يستطيع أحد ان يجزم بان المكون المصري قد استقي خمراً فيغط على اسره نوماً،
او لأنه قبل ان يقف في طوابير الإعانات الغذائية والذي يدفع فيها كل ما يملك من اجل لحظة صدق يعيشها مع أولاده امام مائدة بسيطة الحال يقف فيها اولي درجات الحقوق منهك فيها يحارب من اجلها المكون المصري مثلما يعشق الاستقرار يعشق الثوران،
فلا نستطيع الجزم بانه قد أنهك فلا يقوي على شيء، سابقا جزموا بذلك فسرعان ما تحول الامر الي عمل والفساد الي امل فتجمع الجميع ووقف ليحارب ربان فاسد أراد ان يعيش من العمر حتى ثمانمائة عام ونسي ان الاعمار كلها بيد الله، وان الملك ليس بيد أحد غير الله!
فكان كما كان دائما وكما رد التاريخ على السنة المؤرخين “قال المصري كلمته وتم له ذلك”، ان التاريخ هو الواقع الوحيد الذي نستطيع ان نأخذه نبراسا وعبرة ومن لم يعتبر فهو بكل تأكيد هالك…
والسؤال هنا هل القائمين على شئون إدارة الدولة يعون هذا الموقف الذي نعيشه بشكل جيد!؟ وإذا كانوا يعون حجم التحديات والمخاطر المحيطة فلماذا دوما ما نختار من الخيارات أسهلها في العموم وأصعبها على عاتق المواطن المصري البسيط، وكأن الهدف كله هو إنهاك المجتمع المصري وتحويله الي مجتمع يحمل ثقافة التواكل على الإعانات الغذائية والتي تحد من اشعا نور الكرامة والتي يتميز بها المصري منذ فجر التاريخ…
بالطبع انا لا اخون القائمين على الامور ولا اهود الواقع وفي نفس الوقت لا استهين، كل الامر هو انني من واجبي ان اشير الي حجم الخطر المحدق الناتج عن الضبابية الشديدة في الوضع العام وبينما الإدارة تتحدث عن وعود وامال عريضة مستقبلية يكون المواطن في المقابل يعيش في غلاء وركود نسب تضخم لم تحدث في اعتي الدول تعويما للاقتصاد!
والاهم هو الفساد نعم يكون الرد الطبيعي هو تراكمات لعقود طويلة من الإهمال والتردي ولكن ما هي الخطوات الجادة تجاهه فاني لا اسألكم عليه من دحره تماما بل اسألكم بخطواتكم نحو دحره! فإذا كان خرق السفينة يتسع والمجتمع يبدأ في الانفصال البطيء والتحول الاجتماعي القادم ينذر بعواقب وخيمة في ظل كل الخروقات التي نراها يوميا في كافة المؤسسات،
وبداية من المؤسسات العامة الي المؤسسات الإعلامية والتي من المفترض ان تكون ضمير الامة، فهل من الممكن ان نصنع بطولات حينما نحول ضمائر الامة وعقولها الي مجموعة من المنافقين والافاقين كي يعثوا في الأرض فساداً وليكون جيلنا القادم أكثر افساد مما نحن عليه الان! اننا يا سادة في موقف ووقت من أخطر الأوقات التي مرت على الامة المصرية، ولا تحتاج الي وعود بغد مشرق بل تحتاج الي اياد مخلصة ضمائر مخلصة، تعمل على التقويم لا تفضيل والإصلاح لا السفسطة والفلسفة الفارغة،
لا يوجد اصلاح قادم الا إذا كانت بوادره تبدأ من الان فلا يستطيع كائن من كان مهما كانت كفاءاته وقدراته إخفاء الإصلاح ليظهر في لحظة ما بتطور كالتطور العالمي واقتصاد أقوى من الاقتصاد الأوربي، لا يوجد غد ابدا دون بوادر فالغد ما هو الا نتاج عمل اليوم…
والان اعود الي سؤالي هل بهذا الوضع الذي نحن عليه الان نستطيع التصديق بأن غدا سيكون مشرق مثلما نسمع من وعود!؟ هل وخطواتنا نحو الاشراق بهذا الشكل سيكون الاشراق حتمي ام من وحي خيال هل سنظل دوما نَعلى ثقافة الثقة على ثقافة الكفاءات وهل بهذا الوضع يكون ما يحدث هو قيادة السفينة الي بر الأمان ام الي اتساع أكبر في خرق السفينة!؟
واوجه سؤالي هذا الي مرأتي التي تتغير كل يوم بشأن يومها وما سبقها من أيام لأنظر نظرة عميقة الي الرجل الذي في المرأة الي ربان سفينتي وأقول له ” تكلم يا رجل!” عسى ان أجد لي من أجوبة على تساؤلاتي لتقودني الي الاشراق الحقيقي ليس في الغد فحسب بل في اليوم أيضا ليملئ الحياة كلها،
وكلي ثقة في المكون المصري ومرأته الصادقة الذي يراها كل صباح قبل ان نضع مستحضرات تجميل الحياة اليومية واقنعة التعامل البشرية حتى يستطيع التعايش بشكل طبيعي مع ما هو غير طبيعي ودخيل على الثقافة المصرية وأسجل قلقي على المكون المصري فهو بقدر ما يكون غاضباً بقدر ما يكون متعايشا حتى مع الفساد،
وفي حديث للإمام مالك قال فيه “والله لا اري الفتنة ولا اتعايش معها حتى لا يصيب قلبي شيئاً منها”، ومن هنا أسجل تخوفي وكلي ثقة في الله أولا ثم في المكون الغريزي المصري لا في شيء اخر سواه، واتمني ان أكون قد كنت موضحاً موجزا غير ضبابياً متعالياً وفي السلام ختام
Facebook Comments Box

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics