أول رائد فضاء مصري: تفوقت على الأمريكيين بالتعلم.. وفيروس سي أول مشروع لي بـ “ناسا”.. وأتمنى رفع علم مصر في الفضاء
سامح عبده-المصريين بجد
قال أكرم عبد اللطيف، أول رائد فضاء مصري، إنه درس في مدرسة عمر بن الخطاب التجريبية بمصر الجديدة الحكومية، ووالده كان ضابط بالدفاع الجوي، وهو أول من خلق لديه حب الطائرات والصواريخ، ووالدته أستاذة جامعية بجامعة حلوان بكلية التربية الموسيقية، وتوفى والده قبل أشهر قليلة من الثانوية العامة.
وأوضح عبد اللطيف، في حواره التليفزيوني مع الإعلامي أحمد فايق ببرنامج “مصر تستطيع” المذاع على قناة النهار، أن أهله غرزه به صفة الطموح في العمل والأحلام الكبيرة والنجاح دون النظر إلى المقابل المادي، موضحًا أن وفاة والده كانت أحد الأسباب للاجتهاد أكثر والعمل للوصول للنجاح، مشيرًا إلى أن الصدمات هي نقطة محورية يا أما أن تعلي من شأن الإنسان أو تكسره إلى أسفل.
وأشار إلى أن والدته كانت ولازالت متحملة مسئولية الحياة بعد وفاة والده، والتي وقفت بجواره حتى الآن، وهي من شدت بأزره من أجل الوصول إلى طموحه، قائلًا: “من يعيش بدون علاقة جيدة مع أهله يفشل في الحياة لأننا نعيش ببركة دعاءهم لنا”.
وحول مصيره في الثانوية العامة وما بعدها، قال إنه حصل على منحة من الجامعة الألمانية بمصر مجانًا، مؤكدًا حصوله على المركز الـ 16 على الجمهورية بشهادة الثانوية العامة في عام 2005، مشيرًا إلى أن الجامعة الألمانية كانت اختيارًا صعب، وأن دفعته هي الدفعة الثالثة في تاريخ الجامعة منذ إنشاءها، مسردًا أنه التحق بكلية الهندسة تخصص إتصالات.
وأكد أنه سافر إلى شتوتجارت بألمانيا ودرس هندسة الاتصالات وتقدم للالتحاق بالوكالة الألمانية للفضاء وعمل هناك كمتدرب في عام 2010 لمدة 6 شهور، موضحًا أنها متصلة بكل الجامعات الألمانية فيما يختص بأبحاث الفضاء، ثم تم منحه دراسة الماجستير من خلال الوكالة، وتم نقله إلى فرع ميونخ لدراسة الماجستير في 2011، وتم تعيينه في الوكالة الألمانية للفضاء بعد ذلك كموظف، وفي الوقت ذاته التحق بجامعة ميونخ للدراسة بجانب العمل، مشيرًا إلى اختياره ضمن فريق من ٣٠ طالب و5 مُعيدين لتصنيع قمر صناعي صغير ضمن نشاط دراسي وتم إطلاقه.
وأشار إلى أنه عندما سنحت له الفرصة للتدريب بوكالة الفضاء الألمانية في الوقت ذاته كان يريد عملًا يدير له دخلًا، ومن ثم وجد فرصة في شركة سوني، وكان الاختيار صعبًا وقبل التحدي وعمل في المهنتين لمدة 16 ساعة متواصلة، وأن سبب نجاحه في الوصول إلى هدفه هو إصراره وتواجد الهدف نصب عينيه دائمًا.
وسرد أول رائد فضاء مصري بداية علاقته مع وكالة ناسا الأمريكية، قائلًا إنه تقدم بمشروع لدراسة “تحور فيروس سي”، مشيرًا إلى أن هناك مشكلة كبيرة بمصر وهي مرض فيروس سي حيث أن الدواء غالي جدًا وعدد المرضى يصل إلى 16 مليون مصابًا، مؤكدًا أنه اشترك في التجربة مع أستاذة مصرية الدكتورة هناء جابر في جامعة ميونخ ووافقت ناسا على المشروع.
وأكد أن وكالة ناسا تعمل على نقل الفيروسات إلى الفضاء منذ التسعينيات من أجل معرفة شكل الفيروس بشكل أوضح، وذلك من خلال الفضاء الذي يتيح فرصة أفضل للتعرف على معلومات أكثر عن تكوين الفيروسات، مؤكدًا أن هذه التجربة جعلتهم يعرفوا معلومات أكثر عن فيروس سي وتم نشر البحث في مؤتمر قوي لوكالة ناسا.
وأشار إلى أن هناك مشكلة كبيرة في وكالة ناسا؛ لأنها منظمة حكومية ولا تقبل أن يعمل بها أحد لا يحمل الجنسية الأمريكية، ثم بدأت ناسا تتبع سياسة جديدة وهي الاستعانة بشركات خارجية وأعطت أحد برامجها لشركة أخرى لتدريب رواد الفضاء.
وأوضح أن تدريب رائد الفضاء يتكلف ملايين الدولارات، فليس من السهل أن يمنحوا أحد هذه المنحة دون أن يحمل الجنسية الاجنبية، ومن ثم قرر أن يدخل هذه المنافسة بجنسيته المصرية وتفوق عليهم بالتعلم، قائلًا: “تعلمت الطيران والغطس في مصر تعلمت اللغات الإنجليزية والألمانية والروسية وحصلت على ماجستير في الفضاء من ألمانيا، وهذه المقومات جعلتهم يقبلوني في برنامج الفضاء وكنت الوحيد الذي يحمل جنسية أجنبية”.
وأكد أكرم أن عمره 28 عامًا منهم 20 عامًا بمصر قائلًا: “التأسيس من مصر والتعليم في مصر”، مشيرًا إلى أن أبحاثه كلها موجهة إلى مصر، مؤكدًا أن العلم يفيد العالم كله وليس البلد نفسه فقط، و أن العلم هو من يحل المشكلات الخاصة بالبشرية.
وحول مستقبل الوطن، أردف أنه يجب أن نعترف أننا في وضع صعب لبناء الوطن، ومن ثم لدينا طريقين أما أن نتغير في هذا الوضع ونبني أو الاستسلام، مشيرًا إلى أن البلاد المتطورة كانت لا تملك شيئًا ولكنها بالعلم استطاعت أن تتطور من نفسها، موضحًا أن لكي تصبح مصر متطورة عليها الاهتمام بالعلم وجودة التعليم، و أن ألمانيا تطبق التعليم المجاني عكس أمريكا وكندا التي يجب أن يدفع لها الطالب من أجل التعلم.
وختم أكرم حديثه قائلا:” عندما وصلت إلى ألمانيا بنيت بيت وتزوجت “نور” وهي أحد أسباب النجاح، وانا وزملائي نتدرب يوميًا ساعات كثيرة وبمجهود شاق حتى نصعد إلى الفضاء، واتمنى رفع علم بلدي في الفضاء”، مؤكدًا أن مصر تستطيع أن تنهض في حالة توفير المناخ الجيد.