أعمدة الهدي:الإمام علي (3)
مجدى الغزالى -المصريين بجد نيوز
تزوج الإمام على بسيدة النساء واجتمعا في بيت حارثة بن النعمان وكان انتقالها من بيت النبوة الى بيت الإمامة , فما هذا الجمال حياة قدسية يكسوها الايمان والرحمات والأنوار المحمدية بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ووصيه أمير المؤمنين على بن أبى طالب وهى من هى وهو من هو . كان الإمام يحترم السيدة فاطمة ويجلها احتراما واجلالا يليق بها كسيدة نساء العالمين وبنت خاتم المرسلين صلى الله عليه واله وسلم وبعد مدة غير معلومة بنى لهما رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بيتا بجوار مسجده الشريف وجعل له بابا يطل على المسجد كما فعل مع زوجاته أمهات المؤمنين رضى الله تعالى عنهم أجمعين , عاش الامام والزهراء تحت ظل النبى الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم , فتعيش السيدة فاطمة عليها السلام قريرة العين سعيدة النفس كريمة الإقامة في كنف زوجها الامام على عليه السلام تحت رعايته ورعاية ووصاية ابوها سيد البشر معلم الدنيا صلى الله عليه واله وسلم ,ويقول الإمام على عن السيدة الزهراء “إنّها كانت عندي وكانت من أحبّ أهله صلى الله عليه وآله إليه، وإنّها استقت بالقربة حتى أثّر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد فقلت لها: لو أتيت أباكِ فسألتيه خادماً يكفيكِ ضرّ ما أنتِ فيه من هذا العمل، فأتت النبيّ (صلى الله عليه وآله) فوجدت عنده حدّاثاً فاستحت فانصرفت”. وقال أيضا ” ولقد كنت أنظر اليها فتنجلي عنّي الغموم والأحزان بنظرتي اليها” ” ولقد كانت حريصة كلّ الحرص في القيام بمهام الزوجية، وما خرجت فاطمة عليها السلام من بيتها يوماً بدون إذن زوجها، وما أسخطته يوماً وما كذبت في بيته وما خانته وما عصت له أمراً، وقابلها الإمام عليّ عليه السلام بنفس الاحترام والودّ وهو يعلم مقامها ومنزلتها الرفيعة، حتى قال: “فوالله ما أغضبتها ولا أكربتها من بعد ذلك حتى قبضها الله إليه، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً”. وذكر الإمام عليه السلام ذلك في لحظات عمر الزهراء عليها السلام الأخيرة حين أرادت أن توصيه: ” يا ابن عمّ! ما عهدتني كاذبة ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني”؟ فقال عليه السلام: “معاذ الله، أنتِ أعلم بالله وأبرّ وأتقى وأكرم وأشدّ خوفاً منه، والله جدّدت عليَّ مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وقد عظمت وفاتكِ وفقدك، فإنّا لله وإنّا اليه راجعون”. ومن أشعار حضرته في زوجته البتول عندما دخل عليها ووجدها تستاك فأظهر لها محبته وغيرته وقال ” حظيت يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكَ لو كنت من أهـل القتال قتلتك *** ما فـاز منـي يا سِواكُ سِواكَ وهناك أشعار منسوبة الى الإمام على كرم الله وجهه في رثاء سيدة النساء عليها من الله السلام بعد انتقالها , وعاش الإمام نور مع نور كان يلاطفها ويرسم البسمة على شفتيها ويجل فيها كل شئ ويشورها في اى أمر نعم الزوج على ونعم الزوجة فاطمة انتقلت سيدة النساء الى الرفيق الأعلى وبجوار ابوها سيد المرسلين وخاتمهم بعد ستة أشهر فقط من انتقال حضرته صلى الله عليه واله وسلم وهى لم تبلغ من السن عامها الثلاثين فحزن الإمام علىّ حُزناً لا يدانيه حزن الا وفاة حبيبه الأكبر سيد العالمين سيدنا محمد النبى صلى الله عليه واله وسلم وعاش الإمام على بعد وفاة سيد الخلق وسيدة النساء مهموما ولكنه يعلم أن الله تعالى جعله لأمر المسلمين والمؤمنين قاضيا عادلا فقضى وعدل رضى الله تعالى عن سيدنا الإمام على وعن ذريته أجمعين .