عاطف البرديسي يكتب:سلام علي الطيبين

المصريين بجد- عاطف البرديسي
سلامٌ لزارعي الورد وحاملي المسك
سلامٌ لزارعي الابتسامة علي وجوه اليتامي
سلامٌ لأولئك الذين يقبعون داخل السجون وبيوت الإيقاف ظلمًا ؛ سلامٌ لأولئك الصابرين الذين منعهم حياؤهم من مدّ أيديهم ؛ سلام لتلك التي كذبت على صغارها أنّ الطعام سيحضر قريباً قبل أن يلتحفوا السماء و يناموا جياعًا ؛ سلامٌ لذلك الشيخ الذي لا زال ينهض قبل سماع الأذان فجراً ؛ سلامٌ لجامعي قوارير البلاستيك في عصر السمارت فاون ؛ سلامٌ لكلٍّ من لم تغيّر الحياة جوهره ؛ سلامٌ و ألف رحمة لساكني القبور المنسية و التي لا تحمل شواهدًا ؛ سلامٌ لمعُلّمٍ لم يرفض العمل في ريفٍ ناءٍ و لا يمنعهُ الوحل شتاءً من تأدية واجبه ؛ سلامٌ لأصحاب الدكاكين الذين لازالوا يُسمعوننا صوت عبد الباسط عبد الصمد كلّ صباح ؛ سلامٌ لكلٍّ من لا يحمل في قلبه ضغينة ؛ سلامٌ لذلك اللاّجئ الذي يسكن خيمةً بيضاء و يحلم بالعودة لوطنه يومًا ؛ سلامٌ لأولئك المرابطون على حدود الأوطان ؛ سلام لغرباء الأرض الذين يُقبّلون صور آبائهم وأمهاتهم و أبنائهم قبل النوم ؛ سلامٌ لأولئك الذين يتقبلون أعذارنا دون الخوض في تفاصيل جراحنا ؛ سلامٌ لذلك الذي لم ينجب صغاراً بعد سنين زواج و لا زال يقول لزوجته أحبك كل صباح ؛ سلامٌ لأولئك الذين يتعذبون كل يوم دون أن نقرأ لهم على حيطان الفيس بوك ؛ سلامٌ لتلك التي تجاوزت الأربعين دون زواج ؛ سلامٌ لذلك الذي أوفى بوعده ؛ سلامٌ لمن كتم سرّنا يوماً ؛ سلامٌ لأولئك الذين يُبحرون فجراً بزوارق خشبية و شباكٍ ممزّقة لمطاردة السردين ؛ سلامٌ لسكّان الخيام و رعاة الإبل في الصحاري الذين لا يحفظون أسماء أعضاء الحكومات و لا يملكون مذياعًا و لا تصلهم الصّحف اليوميّة و لا ساعي البريد
سلامٌ علي أولئك الذين يتجرعون مرارة الدواء من أجل الشفاء
سلامٌ لمن قيدتهم كراسيهم المتحركة ؛ وأرواحهم تهيمُ مرحاً
سلامُ الله عليكم جميعاً
شكرًا لقراءتكم ما أكتُبُ من كلمات بسيطة