فتيات الحوامدية “أهالينا جعلونا لحم رخيص للعرب مقابل 2000 جنيه”
بسمة رمضان-المصريين بجد
يفترشن ساحة المحكمة ..عيونهن زائعة.. قلوبهم معلقة ..شعور بالضياع وخيبة الأمل.. فتيات فقدن الأمل فى المستقبل ..يحملون الجميع نتيجة ما وصلوا اليه .. لم يتعدوا العقد الثانى من العمر ذبلنا قبل الأوان . المكان محكمة الأسرة بزنانيرى ..الزمان كل يوم.. الأبطال تلك الفتيات الصغار الكبار و قضية متكررة بالرغم من تسليط الضوء عليها مراراً الا أنها لم تجد طريقها للحل. أزمة زواج القاصرات فى مصر خاصة من السياح العرب الذين يجلبهم حر الصيف فى بلادهم ليكونوا سبباً فى شقاء وتعاسة العشرات من الفقراء يشترون فتيات صغار بدعوى الزواج منهم من يسافر لبلده بصحبتها ومنهم من يتزوجها لأيام قليلة ويتركها تواجه التجربة والحياه وحدها. أغلبهم يشترط عدم الانجاب ولكن من تنجب تكون هى التى جنت على نفسها حيث لا تتحمل مسئوليتها فقط بل مسئولية طفل بلا أب وبلا جنسية وبلا مستقبل وبلا مصدر للرزق. آمال فتاه فى العقد الثانى من العمرتزوجت بنفس الطريقة المؤلمة وانجبت طفل ليشاركها رحلة الآلام الأب سافر وتركها وطفلها بلا أى دخل , تشكى مر العيش والفقر وعدم القدرة على مواجهة طلبات الحياة والطفل , لاتجد ثمن زجاجة الدواء ولا أحد يسمع شكواها الا الله .. زيجات لا يستهدفون من ورائها سوى المتعة المؤقته غير مبالينبمن يعذبون بعدها وشاهدت بأم عينى تلك الاغراءات التى تجعل الأهل يبيعون الصغيرة للكهل العربى. هبة عروس التقيت بها فى أحد مراكز التجميل محملة بالذهب العريس شبكها بصديرى ذهب خلاف الأساور التى خطفت لمعتها عيون كل الموجودين لم تفكر هى أو من بيده أمها فيما بعد ذلك تركتها والفرحة تملأ عينها بالذهب والمال الذائل لتلقى المصير المحتوم . هذا وكان لمجمع التحرير نصيب ليكون شاهداً على تلك المآسى حيث الباحثات عن حق أبنائهن فى الحصول على الجنسية المصرية ليدخل صغارهم المدارس بعدما تركهم أبائهم . اما عزة فهى فتاة في الثامنة عشرة من عمرها تزوجت من ثلاثة رجال في أقل من عام ونصف وكانت المرة الاولى لها وهي في السادسة عشرة من عمرها تقريبا حين أتى السمسار لوالدها ومعه رجل خليجي عاشرها معاشرة الازواج مما يقرب من شهرين ونصف قضاهم في شقة كان يستأجرها كما استأجر فتاة لتملأ عليه فراغاً من نوع خاص. كان ذلك بعد أن دفع لوالدها ما يقرب من 10 آلاف جنيه عزة تقول إن المرة الاولى كانت الاكثر قسوة بسبب عدم اداركها لكثير من الامور لكن في المرتين الاخريين كنت تعلمت كيف اتعامل مع ازواجي وكيف آخذ منهم ما أريد من هدايا وأموال. أما نهى أحمد فهى تبلغ من العمر 14 عاماً تروي حكايتها بأن والدها تعرف على رجل عربي عن طريق أحد السماسرة وفي أحد الأيام طلب والدى مني التزين قائلاً لى سنذهب اليوم لزيارة أحد المعارف ثم استقلينا تاكسياً وكانت أول مرة أركب فيها التاكسي. ووصلنا إلى إحدى العمارات الكبيرة بالقاهرة ودخلنا إلى شقة واسعة مثل التي تظهر في المسلسلات والتى بها عفش فخم وسجاجيد ودخل علينا رجل تجاوز الخمسين يتحدث بلهجة خليجية وسلم علىّ وكان يتفحصني كثيراً ثم قال لوالدي “من وين جبت هالقمر يا أحمد” وأخرج الرجل مبلغاً من المال كان من فئة الورقة أم 200 جنيه واعطاها لوالدي حوالي ألف جنيه. اما سمر فهى تروي لنا حكاية تشبه حكايات الف ليلة وليلة فهي تبلغ من العمر 19 سنة خرجت من التعليم في المرحلة الابتدائية وتحديداً في ثالثة ابتدائي بعد ان توفي والدها وترك لها ولوالدتها سبعة اطفال تزوجت منذ ثلاث سنوات تقريبا بعد أن كانت تعمل في احد المصانع الصغيرة الموجودة بالقرب من منزلها في احدى المناطق العشوائية. ووافقت على الزواج بعد إلحاح السمسار عليها ذهابا وايابا وبالفعل وافقت بسبب الحالة الاقتصادية وكانت مدة الزواج أربعة شهور وهى مدة أجازة خليجي في الاربعينيات من العمر أتى في اجازة. ومن هنا التقينا بصابرين محمود حنفي البالغة من العمر 25 عاماً والتى تمكث داخل قرية الحوامدية وتزوجت من رجل “عمانى ” حتى ينتشلها من الفقروالجوع التى يعيشوا فيه داخل تلك القرية لكنها لم تعتقد على الأطلاق بأن هناك كارثه أكبر من كارثة الفقر والجوع التى تعيش داخل بلدتها مصر. وعلى نفس المنوال قالت صابرين لقد تزوجت من رجل خليجي لأن ظروف والدى لم تسمح له بتجهيزى للجواز بشاب مصري فقررت ان ازيل الحمل من على والدى واتزوج من ذلك العمانى حتى ينتشلنى انا واهلى من الفقر الذى نعيش فيه. وبالفعل تزوجته وبعد ذلك أخذنى معه فى عمان حتى أعيش معه هناك وحينما سافرت معه أكتشفت انه كان متزوج من قبل عشر مرات وقال لى انا تزوجتك حتى تكون خادمة لأولادى بعمان وبالرغم من ذلك وافقت بدل ما ارجع مرة اخرى وأحمل أهلى حمل أخر وهو انهم يقوموا بالصرف علي وبالرغم من انى اتعاملت معاملة الخادمة من قبل اهله واولاده الا اننى كنت مستحمله كل ذلك حتى اعيش معه فقط. وحينما أكتشفت انى حامل فى ولد قالى لى اذا لم تقومى بتنزيله سوف اقوم بطلاقك وحينما رفضت انى اقوم بتنزيل ابنى قال لى سافري أولدى فى بلادك وحينما تقوم بأنجاب الطفل ورقة طلاقك ستصل لكى وبالفعل نزلنى مصر وحينما جئت الى مصر استلفت قبل موعد ولادتى بأسبوع تذكرة السفر لعمان حتى أذهب له ليتم كتابة ابنى بأسمه ويأخذ الجنسيه العمانيه وبالفعل ذهبت له وبدأت والدته وأخواته يقوموا بمعاملتى أسوأ معامله وأكتشفت فى ذلك التوقيت انه تزوج مرةً أخرى من الحوامدية وذهب لمصر ليتزوج الأخرى وكأنه بيقوم بتبديل جزم أو أساس منزل وليس زواج. وحينما ولدت ابنى رفع عليا دعوه قضائية وهددنى اذا لم اتنازل عن كل شيء سيأخذ منى ابنى ولن اراه مرةً أخري بالرغم من اننى توسلت اليه كثيراً حتى لايطلقنى لكنه رفض وقام بطلاقي ورحلنى لمصر مرةً أخرى بأبنى هذه المره وليس بمفردى. وأضافت حتى الأن لم يرى زوجى العمانى والذى يدعى محمد على المعمرى ولده حتى الأن وابنى حالياً عنده سنه ونص ولم يرا والده نهائياً ولم يرسل طليقي لولدى أى أموال شهرية ومع الاسف لم تتوافر الأموال معى حتى أرفع عليه دعوى قضائية لأخذ حقي وحق طفلي ومصر مع الاسف لم تساعدنا من أخذ حقوقنا من هؤلاء نهائياً. وفى النهاية أكدت الضحيه على ان مايحدث لفتيات الحوامديه جميعهم بسبب طمع وجشع الأهالى لأنهم قاموا ببيع فتايتهم بأرخص سعر وذلك لأنهم أصبحوا الأن عبارة عن “لحم رخيص “على حسب قولها. ونصت صابرين اى فتاة بأن لاتخضع لحديث اهلها وتقوم بالزواج من الخليجيين لأنهم لايهمهم سوى مصلحتهم الشخصيه ونذوتهم فقط ولاغير مؤكده على ان طليقها قام بالزواج من فتاة أخرى من الحوامديه ايضاً وذهبت لأهل تلك الفتاة وروت لهم قصتها مع طليقها لكن مع الأسف الأهل لم يستمعوا لحديثها نهئياً وأستمعوا بحديث خالتو التى تقوم بجزب العرايس له لأنها بتأخذ منه “حلاوة”تلك الجوازات وبعد ثلاث شهور من سفر تلك الفتاه لعمان حدث معها مثلما حدث معى بالتفصيل وفى النهاية جاءت لى تلك الفتاة تتأسف عما حدث وتتندم انه لم تسمع كلامى نهائياً لذلك انصح كل الفتيات بأن يتزوجوا مصري حتى لو ستعيش على البلاط لأن ذلك سيكون أفضل من ان تعيش غريبه فى بلد ليس لها اى شخص يحميها سوى الله سبحانه وتعالى. وعلى نفس المنوال أكدت على حديثها الضحية الاخرى والتى تدعى امال التى تزوجت من أمراتى يدعى محمد زهدان حمد والذى قام بضربها واهانتها داخل بلده واستطردت قائلة اتبهدلت معه كثيراً لدرجة انه كان بيجمع بينى وبين زوجته فى وقت واحد وعلى فراش واحد وبالرغم من ذلك كنت بصمت حتى لا يشردنى انا وابنى ويرحلنى لمصر وبالرغم من ذلك قال لى سنذهب الى مصر نقضي الأجازه هناك وسنرجع مره اخرى وحينما أتييت الى مصر قام بتأجير شقه لى وفضلنا فيها لمدة سبعة اشهر وبعد ذلك قال لى سأسافر وسأتى مرة أخرى حتى أخذك معى وبعد ما سافر اكتشفت انى حامل وحينما اتصلت بيه قال لى انا لم اقوم بتسجيل الطفله بأسمى ولن اعترف بيها . وقمت بالاتصال بوالدته وبعد محايله شديدة عليها قالت لى قومى بتسمية البنت “ريم”وسأتى حتى أقوم بتسجيلها وبالفعل جاءت والدته وسجلت الطفله بأسم والدها وبعد ذلك تركتنى بدون أى أموال وزوجى حتى الان لم يري طفلته منذ ولادتها وحتى وقتاً هذا وحينما طلبت منه ان يطلقنى اكتشفت انه مطلقنى من قبل نزولى مصر والكارثة انه قام بالتزوير وأتى بفتاه مضيت عن التنازل عن كل مستحقاتى له حتى حضانة الاطفال والأن لا أعلم ماذا أفعل خاصةً ان والدى توفي وهو الذى كان بيصرف على الاولادى والأن لا أعلم سأصرف منيين والسفارة لم تقوم باخذ اى أجراءات حتى تسترجع حقوقى مره أخرى. عزيزى القاريء هذه الحكايات ليست من الخيال ولكن هذا واقع يعيشه فتايات منطقة الحوامدية التى اشتهرت باللحم الرخيص بسبب جشع أهاليهم ولكن السؤال الان والتى ستكون أجابته متروكه لحضراتكم والسؤال هو من المسؤول عن كل مايحدث هل الاهل ام الفقر والجوع وقلة الحيلة ام الدولة ام الأغنياء اللذين اصبحوا يستلذوا بتعذيب الفقراء واهانتهم الأجابة فى هذا التحقيق متروكه لحضراتكم .