اللواء عبد الحميد خيرت يكتب :عودة الروح للداخلية (23)
اللواء عبد الحميد خيرت-المصريين بجد
بدأ الرئيس ومكتب الأرشاد يشعرون بأن الموقف حقا خطير ، وأن قوى الأسلام السياسى الداعمة لة ، أنقسمت على نفسها ، وأن اداء كوادرها فى التعامل مع الأحداث مورط للجماعة ، فتنفيذ التعليمات فى أطار السمع والطاعة مع غياب العقل يؤدى الى كوارث . ورغم ذلك كان مكتب الأرشاد يتعامل مع الموقف بغباء وعدم ادراك وتعنت وسفة . لقد اعتمد المرشد والرئيس على الدعم والمسانده الامريكية فى الخروج من تلك الأزمة . فلن تسمح امريكا بسقوط النظام . فهناك الكثير من الترتيبات على مستوى المنطقة ، يعتمد فيها الامريكان على الدور الذى ستلعبة الجماعة فى هذا الشأن .
لقد نجحت الجماعة بعد ثمانون عاماً فى الجمع بين التنظيم والسرية والشرعيه والرئاسة . فالجماعة هى الأصل ثم يأتى بعد ذلك الوطن . ولا يمكن لمكتب الأرشاد أن يضحى بالجماعة من أجل الوطن ، حتى لو وصلت الأمور بالبلاد الى الحرب الأهلية .
من هنا كان محمد مرسى ضحية قادة التنظيم أنفسهم ، فمكتب الأرشاد كان يتدخل فى كل شئ ، ويفرض سيطرتة على كافة مقاليد العمل داخل مؤسسة الرئاسة ، ولا يعطى اى مساحة للرئيس فى أتخاذ اى قرار بصورة منفردة ، بحكم وجودة فى المطبخ السياسى ، الذى قد يمكنة من رؤية الأمور بنظرة أعمق ، وأكثر دقة ووضوح ، وبصورة تختلف عما يراه مكتب الأرشاد ، مما كان لة ابلغ الأثر فى أن تكون أغلب قرارات الرئيس ، التى هى قرارات مكتب الأرشاد متخبطة ومتعارضة مع مصالح المواطنين ، وإن كانت فى صالح الجماعة . وقد أنعكس ذلك على الشارع السياسى فكان المشهد الذى نراة من عنف وبلطجة وغليان فى جميع القطاعات الجماهيرية .
فى الجانب الأخر كان الرئيس عبارة عن دمية يحركها مكتب الأرشاد والمرشد كما يتراءا لهم ، فكان يظهر فى جميع خطبة مرتبك ، تتمتع كلماتة بالسطحية وعدم الوعى ، حديثة يميل الى الفكاهة ، حينما كان يتحدث ويصف طائر النهضة، وشعبان ” بتاع ” سكينة الكهرباء ، وكثير من الاحاديث التى تسئ الى شخصة كرئيس جمهورية ، هذا بخلاف طاقم الرئاسة ومكتب الأرشاد ومعهم الرئيس والمرشد وهم يتناولون الطعام على الأرض بقصر الرئاسة ، فى صورة هى أقرب للكوميديا السياسية .
كان التنظيم يعمل على كسر طموحات محمد مرسى فى أن يكون رئيسا حقيقيا لدولة مصر ، فكان محاط برجال خيرت الشاطر ، حتى داخل قصر الأتحادية نفسة ، فجميع المعينين فى القصر هم من الموالين لخيرت الشاطر . حتى لقاءات مكتب الأرشاد التى كانت تعقد فى قصر الأتحاديه كان يترأسها المرشد الذى كان يجلس فى مقدمة طاولة الأجتماعات ، بينما الرئيس كان يجلس فى ترتيب وضعة التنظيمى بمكتب الأرشاد ،على أحد جانبى طاولة الأجتماعات ، هكذا كان يتعامل التنظيم مع الرئيس . أنة فرد فى الجماعة ، فى رقبتة بيعة ، يأتمر بتعليمات المرشد ، ولا يملك سوى السمع والطاعة . أنها ثوابت الجماعة .
لقد فقد الرئيس مرسى شرعيتة حينما تنازل عنها لمرشد التنظيم ، ولقد أدركت فطنة الشعب المصرى ذلك ، فخرجت تهتف يسقط .. يسقط .. حكم المرشد ” الذى كان هو الرئيس الفعلى لمصر ، وليس الدمية محمد مرسى ” .
وللحديث بقية انتظرونى