مقالات

اللواء عبد الحميدخيرت يكتب :عودة الروح للداخلية (10)

عبد الحميد خيرت

 اللواء / عبد الحميد خيرت-المصريين بجد

مقالات ذات صلة

لقد كان حادث بورسعيد مثال لكيفية أستغلال مجموعات الاولتراس فى عمل أجرامى ، وأحداث فوضى بالبلاد ، دون أحترام للدولة او مؤسساتها . فتحويل قتلى الاولتراس الى شهداء هو نوع من العبث السياسى ، والجهل بالدين ، فليس الموت او التضحية من أجل قوانيين الاولتراس من أنواع الشهادة فى سبيل الله .
هذا التخبط من الدولة ، حول واقعة بور سعيد الى قضية قومية ، تستوجب الدفاع عنها ، والشهادة فى سبيلها ، وحول شباب الاولتراس الى جنود شرفاء ، يدافعون عن هذه القضية ، ويطلبون الموت والتضحية والشهادة من أجلها ، ويرفعونة شعاراً للقصاص من أجل الشهداء ، وتحت هذا الشعار تكمن الأشياء والأهداف الغير معلنة ، والتى أدت الى الفوض وعدم الأستقرار والأنفلات الأمنى .
واكب الأحتفال بذكرى ٢٥ يناير ٢٠١٣ ، موعد الحكم فى قضية ” مذبحة بورسعيد ” يوم السبت ٢٦ يناير ، وجمعة الغضب يوم الأتنين ٢٨ يناير ، وهو ما أدى الى تصاعد حده الغضب لدى الجماهير المحتشدة فى ميادين مصر بكافة المحافظات .
هذا المناخ أدى الى توتر بالشارع المصرى ، والدفع بالجماهير للصدام مع الأجهزه الأمنية فى بعض المحافظات ، كان من نتيجتها سقوط عدد ٩ قتلى بمحافظة السويس ، ووقوع أعمال شغب عنيفة بمحافظات ” الاسكندرية ، الغربية ، الشرقية ، المنيا ……”
كان من نتيجة أعمال الشغب وسقوط قتلى ، أشتعال الأحداث بصورة عنيفة قبل صدور الحكم فى قضية مذبحة بورسعيد ، وأصبح الشارع مهيئ لمزيد من العنف ، فى حالة صدور أحكام ليست على هوى شباب اولتراس أهلاوى .
الأمر الغريب والذى يؤكد أصرار مؤسسة الرئاسة ” مكتب الأرشاد” على هدم الجهاز الأمنى ، ودفعة للصدام مع الشارع ، هو أقالة وزير الداخلية اللواء احمد جمال قبل النطق بالحكم فى قضية ” مذبحة بورسعيد ” بعشرون يوما تقريبا ، فى ظل مناخ متوتر ينبئ عن كارثه لم تشهدها البلاد من قبل . وتعيين اللواء محمد أبراهيم خلفاً له .
كان أختيار الأخير مفاجئ لجميع العاملين بهيئة الشرطة ، بأعتبارة لم يكن من الأسماء المعروفة فى الوسط الشرطى ، والتى لها تاريخ فى العمل الأمنى . كما أن طبيعة المرحلة ، وفى ظل تلك الظروف ، وقبل تاريخ الأحتفال بذكرى ٢٥ يناير ، والنطق بالحكم فى قضية ” مذبحة بور سعيد يوم ٢٦ يناير ،وذكرى جمعة الغضب ٢٨ يناير ، وما يتوقع من أحداث عنف وشغب وأنفلات أمنى فى هذا التوقيت ، تجعل قبولة لهذا المنصب عليها علامات أستفهام .
هذا هو الأنطباع الذى أستقبل به السيد الوزير من قبل العاملين بالوزاره ، وقد أكد هذا الأنطباع ممارساتة التى كانت فى الأتجاه المعاكس لسياسة الوزير السابق اللواء احمد جمال ، حيث كانت أولى قراراتة تأمين مقرات جماعة الأخوان ، والتعامل بقوة فى مواجهة القوى المعارضة لسياسة مكتب الأرشاد .
تولد شعور لدى قيادات وضباط الشرطة بأن السيد الوزير جاء بسياسة محدده له سلفا لتنفيذ أجنده اخوانية ، وأن هذه السياسة حتدفع فاتورتها الشرطة لثانى مره ، فى علاقاتها مع الشعب .
لكن ما الأسباب وراء أقالة اللواء / احمد جمال فى ظل ظروف أمنية غير مناسبة ؟
للحديث بقية أنتظرونى

Facebook Comments Box

اظهر المزيد
المقال يعبر عن رأي كاتبه دون أدني مسئولية علي الموقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics