الآثار تكشف سر “المياه الملونة” بـ”تابوت الإسكندرية”
المصريين بجد
قال الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية، إن فريق المتخصصين قاموا بأعمال انتشال جميع البقايا الأدمية من داخل التابوت الحجري بالإسكندرية والتي كانت تغمرها المياه، والبدء في أعمال التنظيف للعظام من الأتربة والطين، وتجفيفها تدريجيًا ثم تنظيفها، بالإضافة إلى أعمال التوثيق وتسجيل البقايا العظمية وتصويرها.
وكشف الدكتور “عشماوي” أن لون المياه التي كانت موجوده داخل التابوت من المرجَّح أن تكون نتيجة اختلاط مياه البئر الذي كان يعلو التابوت ببقايا اللفائف المتحللة الممتزجة بالنسيج الرخو للمتوفيين، حيث تلاحظ وجود بقايا للنسيج المستخدم في اللفائف التي تحللت بالكامل بالإضافة إلى بقايا الحبال المستخدمة كأربطة للفائف، وجارِ الآن عمل عدة تحاليل على المياه لمعرفة المزيد من مكوناتها، بحسب بيان لوزارة الآثار اليوم الأحد.
وصرَّح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الدراسات المبدئية التي قام بها فريق العمل الْبحِثِّي برئاسة الدكتورة زينب حشيش مدير إدارة دراسة البقايا العظمية بالمخازن المتحفية، تمكنت من تحديد نوع و جنس أصحاب الهياكل العظمية وعمرها وقت الوفاة وأطوالها، وذلك طبقًا للشكل التشريحي للجمجمة والحوض والعظام الطولية باستخدام الفحص الأنثروبولوجي طبقا للمعايير العلمية الدولية المتبعة.
وأشارت الدكتورة نادية خضر رئيس الإدارة المركزية لآثار وجه بحري، أن الهيكل العظمي الأول يخص امرأة تبلغ من العمر ما بين 20 و 25 عامًا، ويبلغ طول قامتها ما بين 160 و 164 سم.
أمَّا الهيكل العظمي الثاني فهو لرجل يبلغ من العمر ما بين 35 و 39 عامًا، ويبلغ طول قامته ما بين 160 و 165.5سم، بينما يخص الهيكل العظمي الثالث رجل آخر في منتصف عمره حيث يبلغ من العمر ما بين 40 و 44 عاما، كما أنه يتمتع ببنيان جسدي قوي ويظهر ذلك من خلال مقاييس العظام الطولية حيث يبلغ طول قامته ما بين 179 و 184.5سم.
وأضافت “خضر” أن الفحص الدقيق للمنطقة الخلفية من العظمة الجدارية اليمنى للجمجمة والمنطقة المحيطة بها عثر فريق البحث علي ثقب دائري الشكل ملتم الحواف بشكل جيد ذو قطر يبلغ حوالي 1.7سم، مما يدل على أن صاحب هذا الهيكل العظمي قد عاش بالثقب لفترة طويلة من الزمن مما يرجح أنه كان نتيجة عن عملية جراحية تسمى trepanation أو عملية ثقب أو نقب الجمجمة.
وأكد وزيري أنه جاري استكمال أعمال البحث والدراسات حيث من المقرر عمل تحليل DNA للثلاث هياكل حتى تساعد في الكشف عن إذا كان هنالك أي علاقة قرابة ما بين الهياكل العظمية الثلاثة والوقوف على الأمراض التي كانوا يعانون منها وغيرها، بالإضافة إلى عمل أشعة Ct-Scan علي الثقب الموجود بجمجمة الهيكل العظمي الثالث للتأكيد، ومعرفة طريقة وأسلوب التدخل الجراحي، وكذلك عظمة العضد اليسرى لنفس الهيكل وذلك لاحتمالية وجود كسر قديم بها.