صلاح متولى-المصريين بجد نيوز
ابو رجيلة ” امبراطور الاوتوبيس ” كما كان يطلق عليه اول من ادخل حافلات النقل الجماعى الى مصر وهو عبد اللطيف أبو رجيلة ابن مدينة إسنا الصعيدية، المولود في أم درمان في السودان، والذى ارتبط اسمه بالعصر الذهبي لحافلات النقل العام في مصر .
عاش أبو رجيلة في إيطاليا سنواتٍ طويلة قبل ثورة يوليو 1952، ثم عاد إلى مصر للمرة الأولى عام 1949 قبيل نهاية عام 1949، بعد انقطاع تجاوز 12 عاماً.
بعد شهورٍ قليلة من ثورة يوليو استدعاه عبد اللطيف البغدادي، وزير الشؤون البلدية عام 1954، وطلب منه أن يتولى أتوبيس القاهرة، فوصل المرفق على يديه إلى مستوى غير مسبوق من النمو، والنظام، والنظافة، والكفاءة في الأداء، وبلغ حداً لم يكن يتخيله أحد، وكان ينقل ١٣ مليون راكب شهرياً، من خلال شركة كانت تضم ٤ آلاف موظف .
بعد عامين من بدء العمل، كان لدى خطوط القاهرة أكثر من 400 سيارة أتوبيس تقدم خدمات راقية وبكفاءة، وفق مواعيد منضبطة- ولم يكن الزمن الفاصل بين كل سيارتين في الخطوط المزدحمة يتجاوز ثلاث دقائق- ينفذها سائقون ومحصلون ومُدرَبون.
كان هناك تفتيشٌ صارم يحول دون الاستهانة بالراكب والإساءة إليه وإهدار وقته، وجراجات حديثة لإيواء السيارات وصيانتها في ورشات متطورة ، حيث بنى أبو رجيلة أكبر جراجين في مدينة القاهرة، أولهما عند مدخل القبة على مساحة 13 فداناً، وثانيهما بالقرب من نفق الجيزة، فضلاً عن جراج ثالثٍ كان مِلكاً لشركة أمنيبوس العمومية بشارع إسطبلات الطرق في حي بولاق، اشتراه أبو رجيلة لينضم إلى شركته العملاقة.
وكان أبو رجيلة يتخفى ويركب الأتوبيس مرة كل شهر، ليرى كيف يتعامل موظفو شركته مع الركاب، وكانت أنظف حافلات في مصر، كما نراها في فيلم “الكمساريات الفاتنات” بطولة إسماعيل ياسين و عبد السلام النابلسي ونجاح سلام..
وبالفعل كان أبو رجيلة يعين مُحَصِلات في أتوبيساته ويختارهن بدقة وعناية لجذب الركاب من شركتي مقار وسوارسالمنافستين له، وبسبب هذا تم صنع هذا الفيلم.
واشتهر فيلم ” سواق الاوتوبيس ” للراحلين نور الشريف وعاطف الطيب انتاج عام 1982 بمشاهد من داخل اوتوبيس النقل العام المرسيدس وهو الذى كان منتشرا فى تلك الحقبة الزمنية .
وفى بعض الفترات كان الاوتوبيس يتميز فى تصميمه بثلاثة ابواب بابين للصعود وباب للنزول وكانت فى فترة السبعينات تحديدا .
ثم تلاشت تلك الطرازات من شوارع مصر لتعود وتطل بوجهها مرة اخرى بعد حادث فتاة العتبة الشهير فى عام 1993 الذى تم فيه هتك عرض فتاة وهى تصعد الاوتوبيس فى موقف العتبة ، مما اضطر المسئولين لاعادة انتاج الاوتوبيسات ثلاثية الابواب منعا لتكرار التحرشات .
وتتعاقب مراحل تطور طرازات اوتوبيسات النقل العام فى مصر بعدة مراحل حتى وقتنا هذا وانتقلت فى بعض الخطوط الى خدمات الاوتوبيس المكيف وخدمات الانترنت “واى فاى”، مع قلة مستخدميه كوسيلة ، كانت فى يوم ما مريحة ثم تحولت الى نوعا من المعاناة مع الوقت والزحام .