/ / / / بسمة رمضان تكتب : أم الوزير تحيا في قبر صغير - المصريين بجد
الرئيسية / تحقيقات / بسمة رمضان تكتب : أم الوزير تحيا في قبر صغير

بسمة رمضان تكتب : أم الوزير تحيا في قبر صغير

%d8%a8%d8%b3%d9%85%d8%a9-%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86
بسمة رمضان-المصريين بجد
ونحن أطفال كنا نعتقد جميعاً أن الذين يعيشون مع الأموات مجبرون على ذلك بسبب الفقر وضيق ذات اليد وعدم القدرة علي توفير مسكن يعيش فيه مع أسرته مما يدفعه ان يأخذ من المقابر مأوى له. لكن حينما قررت زيارة مقابر “الإمام الشافعى” لعمل تحقيق صحفى أكتشفت عكس ذلك ،وإليكم التفاصيل فى السطور القادمة.
حكايات المقابر والعهدة علي رواة الحكايا -لم اتدخل ولم اغير حرفا واحدا مما قالوه -صحة الروايات من عدمها علي مسئولية اصحابها الحقيقين.
عند دخولي المقابر أنتابتنى لحظة صعبة للغاية فقد أنتابني شعور بالرهبة الشديدة فلا مفر لأحد من بنى البشر من الهروب من تلك اللحظة فالجميع سيصل الي هنا لا محالة..الجو يملأه مزيج غريب من الخوف والرعب، الهدوء والصخب،العظة والعبرة فقط لمن يعتبر.مزيج لا تستطيع معه تحديد حالتك النفسية وأنت داخل ممرات المدافن وامام ابواب الاحواش وصوت الصمت في بعض الأحيان يجعل جميع أجزاء جسدك تنتفض ولا تستطيع ألا ان تردد بهدوء أيات القرءان الكريم 
فى البداية التقيت بالحاجة خديجة ذات ال 70 عاماً التى ما إن رأيتها للوهلة الأولي وأدهشني إرتدائها لملابس أنيقة لا تليق بملابس الفقراء المقيمون بالمقابر اضافةً الى ذلك تعيش داخل حوش يشبه “القصر” وهذا ما دفعنى للتحدث معها.
وبدأت تتحدث إلي  قائلة :أن الجميع يظن ان سكان المقابر فقراء لكن لم يخطر على بال أحد أن هناك أشخاص فضلوا “العيشه” مع الأموات لأن “العيشه” مع الأحياء لا تطاق لذلك قررت انا و زوجى ان نبتعد عن مشاكل الحياة ونعيش داخل الحوش الذى سندفن فيه.
وأستطردت قائلة هذا القرار كان صعب للغاية على أبنائي خاصةً ان أكبرهم يشغل منصب حساس بالدولة وكان يخشي من ان يعرف أحد ان والديه يعيشون بالمقابر حيث انه يرى ذلك فضيحه له. وأستكملت حديثها قائلة كثرت المشاكل مع ابنائي بعد وفاة زوجى لأنهم كانوا يريدون أخذى الى “فيلا” أحدهم لكننى رفضت الذهاب معهم وتمسكت “بالعيشة” داخل الحوش المدفون فيه زوجى.
وأضافت ان السكان الذين يعيشون معها داخل المقابر هم من يقومون بتلبيه احتياجاتها حتى لا ينقصها شيء. وأكدت الحاجة خديجة أن الأموات لم يأذوا أحد لكن البشر يأذون بعضهم البعض لذلك قررت ان تعيش فى هذا الحوش حتى يتم دفنها مع زوجها العزيز.
وأوضحت أنها لم تشغل تفكيرها نهائياً بما يحدث فى مصر حتى بعد تولى ابنها الأكبر منصب وزير .
وقالت حذرته كثيراً من ذلك المنصب وقلت له هذا المنصب شر لن يفيدك فى الدنيا اتركه وافعل كل شيء يرضي الله ولا تكون سبب فى شقاء مواطن مصري لأن فى ذلك التوقيت سيكون دعاءه مستجاب ولن ترى الراحه نهائياً ولا دنيا ولا أخره. لكن مع الأسف لم ينصت لكلامى نهائياً واستمر فى منصبه.
توقفت الحاجة خديجة عن الحديث وقالت لا تندهشي من كلامى وتذكرى دائماً ان لكل شخص حكايته وبهذا انتهى الحديث معها.
  • لا  أعلم أن كان حديثها حقيقيا ام مجرد  حكايات غير حقيقية لأم مر بها العمر، لكنني أستمعت اليها وقلبي يهمس “ماأصعب هذه الحياة وما أهونها -ما بين قصة الحب وقسوة الاختيار تعيش الحاجة خديجة أيام عمرها المتبقية في قبر صغير وهي ام لوزير “كما قالت ” -ماذا فعل بها ابناءها لتفضل حياة القبور عن رغد القصور 
صورة المدفن التي تعيش فيه أم الوزير
صورة المدفن التي تعيش فيه أم الوزير
وأثناء تجوالى داخل المقابر التقيت بعم ابراهيم التربي الذى فوجئت بإنه مهندس زراعى ورث تلك المهنة عن أجداده حيث قال هذه المهنة بالرغم من انها متعبة الا إن بها ارتياح نفسي لأن الإنسان يستطيع هنا أن يتذكر الموت دائما خاصةً أن مشاكل الدنيا تلهى لذلك حينما اقوم بدفن أحد أتذكر الموت وأقترب من الله عز وجل خوفاً من عذاب القبر .
وتحدث معنا عم ابراهيم عن العيش داخل أحواش المقابر حيث قال هنيئاً لمن يعيش مع الأموات الصالحين والذى يعمل على الفوز بالأخرة وترك متاع الدنيا .
وأستطرد قائلاً لدى أسرة وأعيش فى منزل لكن لم أرى راحة فى حياتى الا فى المقابر مع الأموات هذه تكون سعادتى وراحتى الحقيقية وحينما تضيق بي الدنيا أفتح قبر أمى مع ان هذا  “حرام “لكن لا أستطيع ان أسيطر على نفسي وأقوم بالنزول الى قبرها لأتحدث معها واشكى لها من عذاب الدنيا وأبكى كثيراً ثم أقوم أستغفر الله عما فعلت .
وأكد على ان التربي بيمر بلحظات صعبة خاصةً اذا قام بدفن أقرب ماليه وهذا ما حدث معه اثناء وفاه ابنته البالغه من العمر 20 عاماً التى قام بدفنها.
وأضاف ان حكايات المقابر لم ولن تنتهى نهائياً فهناك من يريد العيش مع الأموات للهروب من مشاكل الأحياء ،وهناك من يريد العيش داخل أحواش المقابر ليفعل الفحشاء والمنكر ،وهناك من يعيش مضطر لعدم توافر مسكن له، ولكل شخص من هؤلاء قصة تختلف عن الأخرى ممكن أن تصبح قصة لفيلم وسينجح.
وعن أغرب ما سمعه عم ابراهيم، من والده حول قصص الموتى قال: أنه في أحد المرات توفى طفل صغير فأحضره والده إلى والدى ليدفنه فأخبر مساعده وكان اسمه عبد الرحمن، ان يقوم بعملية الدفن وكانت بعد صلاة العشاء فإذا بالطفل يأتى إلى أباه فى المنام يخبره أنه لم يدفن، فأخبر والد الطفل عمى أخو والدى واشتكى من ذلك، فذهب وتأكد أن عبد الرحمن تكاسل فى دفن الطفل فاستدعى ابى مساعده من منزله وقال له ماذا فعلت بالطفل وأين دفنته فقال إن الليل حل على أمس وتأخرت على العودة الى المنزل فوضعته أمام المقبرة ووضعت عليه بعضا من “القش” على أن أعود وأدفنه ثانى يوم ونسيت أمره فوبخه والدى وذهب إلى جثة الطفل وقام والدى بدفنه.
وعن أغرب ما شاهده بنفسه عم إبراهيم قال حينما قمت بدفن شاب صغير السن وأتذكر أسمه حتى الآن أشرف، وكان ذلك منذ ما يقرب من12عاماً  وقمت بفك رابط العنق عنه و نظرت اليه داخل المقبرة وهى ظلام رأيت تفاصيل وجه الأبيض وكأنه نائم ومبتسم وشعره مهندم واذا فجأه تحدثت اليه وقلت له “أنت نظامك إيه أنت نايم ولا ميت ولا ايه” وفى اليوم التالى سألت والدته عنه قالت أنه كان يحب الصلاة جداً وكان يصلى الصلاة كمدمن للصلاة وهى ملاذه فى الدنيا ولا يترك فرض داخل المسجد.
وموقف آخر حدث معى حينما قمت بدخول تربة عمى الذى كان يعلم الأطفال القرأن الكريم لسنوات كثيرة وهناك علماء من الأزهر تعلموا على يديه حينما كانوا صغاراً. وحينما توفى دخلت “تربته” بعد فترة وكان ذلك فى فصل الصيف وكان الغريب في الامر انى لم أجد له رائحة الموتى ولكنه تحلل، فأندهشت من ذلك الأمر ومرت أيام وأتى شخص آخر كان من حفظة القرآن الكريم ويعلمه عمى أيضا لذلك تذكرت عمى ودخلت “تربته” مرةً أخرى ولكنى لم أجد له رائحة وفى ذلك التوقيت تذكرت الحديث الشريف للرسول “ص” “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.
وعن وجود العفاريت والقيام بالسحر والدجل والشعوذة داخل المقابر “والعهدة علي المهندس إبراهيم التربي “قال عم ابراهيم نعم هناك اشباح تظهر لأصحاب القلوب الضعيفة لكنها لا تقتل أى شخص لكن ممكن الشخص التى تظهر له يموت بأزمة قلبية بسبب هذا المنظر البشع اذا ظهر على شكله الحقيقي “كشبح” لكن هناك أرواح بتظهر على شكل حيوانات أو فتاه جميله أو شاب أو رجل صغير الخ…. لكن شبح الأطفال هو الذى يظهر فى صورة “مارد” وهذا الشبح من أشقي وأخطر الأشباح لأنه يريد اللعب والأنطلاق وتكسير كل شيء أمامه.
وشبح الشخص المقتول يقوم بالظهور لأقرب شخص له حتى يكشف من قتله وأذا كان تم قتله عن قصد أم بالخطأ والشقه التى يتم فيها عمليه القتل يجب ان يأتى شيخ متخصص فى إخراج العفاريت من المنزل ويقوم بقرأه أيات معينة من القرأن الكريم وفى ذلك التوقيت يكون معه “جريدة خضراء” ويقوم بأخراجه علي تلك الجريدة.
وبالنسبة لأعمال السحر والشعوذة يكون أخطر سحر هو الذى يتم وضعه فى فم الميت أو داخل كفنه واكثر الأشخاص الذين يقومون بذلك هم السيدات لزواج فتياتهم أو الأنتقام من شخص بعينه ورأينا ذلك فى كل عمل نعثر عليه بالصدفة داخل المقبرة ومع الأسف هناك تربيين معدومين الضمير يساعدون هؤلاء السيدات على ذلك.
وعلى نفس الصعيد التقينا ب أحمد السيد البالغ من العمر 40 عاماً الذى يعيش هو وزوجته وأطفاله الثلاثة داخل المقابر منذ أكثر من 13 عاماً حيث أكد على انه كان مضطر لذلك لأن ليس بحوزته أموالاً يسطيع بها شراء منزل يعيش فيه هو وأسرته.
 
 
Facebook Comments Box

شاهد أيضاً

بسمة رمضان تكشف للمصريين بجد :أسباب العنوسة بين الصحفيين والصحفييات

بسمة رمضان-المصريين بجد انتى إتجوزتى لاء لسه …طب وانت أتجوزت ….لاء برده …. ليه انتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Verified by ExactMetrics