مقالات

اللواء عبد الحميد خيرت يكتب :عودة الروح للداخلية(5)

عبد الحميد خيرت

 اللواء / عبد الحميد خيرت-المصريين بجد

أمتدت فكرة الهيكلة لعدد من الأئتلافات ، التى تشكلت بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ سواء من ضباط او أفراد او مزيج منهما، مع بعض المواطنين العاديين ، الذين استقبلتهم القنوات الفضائية لعرض رؤيتهم فى أمر هيكلة وزارة الداخلية ، فى صورة هى أقرب الى المهزلة منها الى الموضوعية .

هذا العبث الأعلامى والتخبط ، جعل البعض يطرح افكاراً غريبة تهدف الى تشكيل كيانات بديلة لبعض قطاعات الأمن ، فكانت فكرة تشكيل لجان شعبية للمشاركة فى ضبط الأيقاع الأمنى فى البلاد ( مليشيات ) ، وهى تجربة أخذت بها بعض الدول الافريقية ، مثل رواندا وغيرها وأنتهت بحروب أهلية ، كما أن القبول بهذا الطرح يعنى فى حقيقه الأمر الأعتراف بسقوط الدولة .

إن الخطورة ليست فى الطرح ذاتة فقط ، لكن فيمن تبنى هذا الطرح ، وروج له لخدمة فصيل حاكم ، ضارباً عرض الحائط بالأثار المترتبة علية فى حالة الأخذ بة . فلقد شاهدنا أنحراف اللجان الشعبية عن الدور المرسوم لها ، فترة غياب الشرطة فى الأيام الأولى من أحداث يناير ٢٠١١ .

لقد وصل التجاوز لبعض الائتلافات فى أطار الهيكلة ، مطالبة وزير الداخلية بأحالة جميع قيادات الوزارة فى مختلف القطاعات الى مجالس التأديب لأشتراكهم فى المسئولية عن قتل المتظاهرين فى الفترة من ٢٥ : ٢٨ يناير ، وفتح السجون وتهريب السجناء بناء على المادة ٤٧ فقرة ٢ من قانون هيئة الشرطة .

مؤامرة قذرة تحاك ضد الشرطه لهدم أحد أعمدة الدولة . فقد تناسى عن عمد ، أصحاب الائتلافات المزعومة أن الفترة ما بين ٢٥ يناير ، وحتى تسليم أدارة البلاد الى المجلس العسكرى فى ٢٨ يناير ، لم يسقط على مستوى الجمهورية سوى قتيل واحد بمحافظة السويس ، كما برأت المحاكم الجنائية جميع السادة الضباط ، السابق أتهامهم فى قضايا قتل المتظاهرين . ولا ننسى كلمة أحد القضاة ، الذى أشاد فيها بالدور الذى قام به الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين فى الدفاع عن مقراتهم الشرطية من أعتداءات البلطجية والخارجين على القانون . وقال أن مكانكم ليس هنا ، وما كان يجب أحالتكم الى المحكمة ، ولكنها الأقلام المهتزة ، ولا يجب أن يكون فى هيئه الفضاء اقلام مهتزة ، لذا نحكم ببراءه جميع المتهمين ، حكم تاريخى من رجل عظيم ( راجع حكم المحكمة فى قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها ضباط مديرية أمن الشرقية ) .

لم تكن هذه هى الحقيقة الوحيدة لبراءه الشرطة فحول فتح السجون وتهريب السجناء ، علينا أن نراجع تقرير لجنة تقصى الحقائق الذى نشرتة جريدة الأهرام بعددها الصادر يوم الثلاثاء الموافق ٢٦ أبريل ٢٠١١ الصفحة رقم ٢١ والذى يحمل عنوان ( النيابة تسلمت تقرير لجنة تقصى الحقائق حول الأعتداء على السجون بالقليوبية – الهجوم أستخدمت فيه أعيرة الجرينوف وتم الأستعانة بلوادر هدم ) ، وقد أوضح التقرير براءه وزارة الداخلية من الأتهامات التى نسبت اليها ، من فتح السجون ، وتهريب السجناء لأحداث فوضى بالبلاد .

بعد كل هذا من أحكام قضائية تبراء جميع ضباط وزاره الداخلية من تهمة قتل المتظاهريين ، وتقرير لجنة تقصى الحقائق الشار الية ،يأتينا ائتلاف يطلب من وزير الداخلية هذا الطلب الغريب ، ضاربا عرض الحائط بأحكام القضاء وسياده القانون .

لم تراعى وسائل الأعلام خطورة ما تطرحة من موضوعات على المشاهد بأستضافة أعضاء فى ائتلافات مشكوك فى ولائهم ووطنيتهم ، وهو ما سوف نتعرض له فى حينة .

وللحديث بقية انتظرونى

Facebook Comments Box

اظهر المزيد
المقال يعبر عن رأي كاتبه دون ادني مسئولية علي الموقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by ExactMetrics